لأن كثيرا من الآيات المتشابهة كانت معانيها متعلقة بعوالم الغيب أو بالأحداث والقضايا التأريخية والاجتماعية والإنسانية، فيكون تحديدها وتجسيدها في صورة ذهنية خاصة عرضة للخطر والفتنة.
والقرينة على ما نقول من نفس آية سورة آل عمران، هي أن هذه الآية تفرض أن يكون لكل آية من القرآن من المتشابهات منها معنى مفهوم من الناحية اللغوية لدى الناس، وله ظهور لفظي لما يفهم من كلمة * (فيتبعون ما تشابه منه) * فإنه لو لم يكن له ظهور لفظي فلا يصدق على الأخذ بأحد معانيه المحتملة الذي يتردد بينها اتباعا للكلام، بل اتباعا للرأي، وأما تشخيص مصداق المعنى الظاهر في فرد معين ابتغاء الفتنة فإنه اتباع للكلام ولكن بقصد وهدف سئ وهو الفتنة.
وعلى هذا الأساس يكون معنى التأويل في الآية المباركة هو ما أطلقنا عليه اسم " تفسير المعنى ".
وعلى أساس هذا الفهم يمكننا استنتاج ما يلي:
1 - إن لفظة التأويل جاءت في القرآن الكريم بمعنى ما يؤول إليه الشئ لا بمعنى التفسير، وقد استخدمت بهذا المعنى للدلالة على تفسير المعنى لا تفسير اللفظ، وعدم الانتباه إلى هذا الأمر هو الذي أدى إلى حصول بعض الالتباسات عند بعض المفسرين.
2 - إن معنى اللفظ في الآيات المتشابهة مفهوم، وإلا لما صدق لفظ (الاتباع) في الآية المباركة، إذ كيف يتبع لفظ لا معنى مفهوم له، ثم كيف لا يكون معنى معين لبعض الألفاظ القرآنية وهي جزء من القرآن الكريم الذي انزل لهداية الناس ولتبيان كل شئ؟!
3 - إن اختصاص الله سبحانه وتعالى والراسخين في العلم بتأويل الآيات