قال تعالى:
* (إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين...) * (1).
فالدين الذي هو دين الله إنما هو الدين الخالص، والعبادة لا بد أن تكون خالصة منزهة عن شائبة الشرك، فقد كانت قضية الشرك بالله من أهم القضايا الأساسية التي واجهها الإنسان وعالجها القرآن الكريم في مختلف سوره ومراحل نزوله، حيث كانت مطروحة في التأريخ البشري وفي البيئة التي نزل فيها القرآن بشكل خاص ولا زالت حتى يومنا الحاضر.
وإضافة إلى دلالة ضمير المفرد المخاطب على مسألة الإخلاص ونفي الشريك، فإن في تقدمه على الجملة * (إياك نعبد) * دلالة على حصر العبودية به تعالى الذي يفهم منه (الإخلاص الكامل) له تعالى، أيضا.
وفي أسلوب الخطاب دلالة على (الحضور)، وقد اهتم القرآن الكريم في آيات عديدة ببيان حقيقة حضوره عز وجل مع الإنسان في كل مكان وزمان وقربه منه وأنه يسمع الإنسان ويراه ويعرف سره ونجواه، قال تعالى:
* (... ونحن أقرب إليه من حبل الوريد) * (2).
* (ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون) * (3).
* (أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم...) * (4).