* (... ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون) * (1).
فالإنسان بصفته موجودا يختلف عن بقية الموجودات (2) في أن تكامله لا يكون من خلال إرادة الله التكوينية فحسب - مع ما لها من دخل في ذلك، إذ أحسن الله خلقه، وأعطاه العقل والإدراك والفطرة - بل لا بد له من استخدام إرادته للوصول إلى هذا التكامل، وهنا لا بد من أن تتطابق إرادته مع الإرادة التشريعية لله تعالى التي تشمل كل واجب ومحرم ومستحب ومكروه، بل وحتى المباحات (3).
وكلما كان هذا التطابق واسعا وشاملا لكل تصرفات الإنسان كلما كانت مسيرة هذا الإنسان التكاملية أسرع وأفضل.
ومن هنا كانت عبادة الإنسان مختلفة في آثارها ونتائجها التكاملية عن عبادة السماوات والأرض، لأنها عبادة اختيارية وإرادية كما ذكرنا وعبادة السماوات والأرض قهرية بل إن الإنسان في جانبه التكويني هو خاضع لله تعالى أيضا فهو كالسماوات والأرض من هذه الناحية.