ولكن حضور الإنسان وقربه من الله الذي يمثل الجانب الآخر من القرب إنما يتحقق بالعبادة الخالصة.
2 - تدل الصياغة في * (إياك نعبد) * على أن العبادة مسؤولية جماعية وليست مسؤولية فردية، حيث يمكن أن توحي العبارة بذلك فيما لو كان الفعل بصيغة المفرد (إياك أعبد)، فالإنسان مسؤول عن عبادته ومسؤول عن أن يعبد الآخرون معه الله تعالى، كما جاء التعبير عن ذلك في عدة آيات، قال تعالى:
* (... وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) * (1).
* (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون) * (2).
* (الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور) * (3).
* (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم) * (4).
3 - وعندما تكون صيغة الفعل (نعبد) تدل أيضا على أن عبادة الإنسان الاختيارية هي حالة منسجمة مع ما هو موجود وقائم في الكون كله، إذ أشير سابقا