كما أن هذا الخضوع هو خضوع اختياري، وبذلك يختلف عن الخضوع والعبادة الثابتة - لكل الموجودات والكائنات - الذي تحدث عنه القرآن الكريم.
قال تعالى:
* (إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا) * (1).
* (ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها...) * (2).
* (ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس...) * (3).
وهذا مستفاد أيضا على كلا الاحتمالين، فلو قلنا بأن مضمون * (إياك نعبد) * هو إنشاء للعبادة وإيجادها لدل على إرادة الإنسان إنشاء العبادة حال النطق فهو خضوع وعبادة اختيارية، وأما لو كانت ذات مضمون اخباري فإن تغير أسلوب الحديث من الحديث عن الغائب * (الحمد لله...) * إلى الحديث عن الحاضر المخاطب * (إياك نعبد...) * يفهم منه التعبير عن حالة الاختيار أيضا.
وعلى كل حال فإن الفهم العرفي ل * (إياك نعبد) * يدل على أن العبادة الصادرة عن الإنسان عبادة اختيارية.
وهذا أمر واضح نفهمه أيضا من الشرع ومن الفقه الإسلامي الذي جعل (قصد القربة) عنصرا أساسيا في مفهوم العبادة وهو عنصر اختياري، فإذا توفر