أو أخروية - قد يكون سببا من أسباب التزام الإنسان بسلوك معين في أحيان كثيرة، كما إذا لم يكن مؤمنا بخلفية القانون ومقدار ما يحققه له من مصالح، أو كان واقعا تحت تأثير الرغبات والميول النفسية والشهوات الغريزية فتصبح العقوبة إضافة إلى القانون هي العامل المؤثر في التزام الإنسان.
3 - العرف العام: ونعني به ذلك السلوك الاجتماعي العام الذي تواضع عليه المجتمع من خلال ما نعبر عنه لغة (بالوضع التعيني)، حيث تتولد في المجتمع ضوابط عامة ولأسباب مختلفة ثقافية ومصلحية وإلهية أو بشرية تحكم الإطار العام للمجتمع ويلتزم بها الافراد وذلك لسببين رئيسين:
أحدهما: إن الإنسان بطبعه الذي فطره الله عليه يميل إلى الألفة والانسجام مع غيره، ولذلك فهو لا يحب أن يخرج عما تواضع عليه مجتمعه من أمور إلا أن يكون منحرفا بطبعه وفطرته أو يكون متأثرا بعوامل أخرى تحدد من هذا الميل، فهو يتأثر بما يسود مجتمعه من أعراف عامة في طريقة الملبس أو الحديث أو...، وينعكس هذا التأثير عمليا على سلوكه وتصرفاته بصورة عامة.
ثانيهما: إن خرق العرف العام وعدم الالتزام به يعتبر حالة تمرد على المجتمع مما يؤدي إلى رفض هذا المتمرد من قبل مجتمعه وإلحاق الضرر به، هذا الضرر الذي قد يكون ماديا أو معنويا والذي تختلف درجته من حالة إلى أخرى، حيث يكون ذلك عاملا من عوامل المجتمع المؤثرة على سلوك الناس بصورة مباشرة.
إن دراسة المؤثرات المختلفة على سلوك المجتمع توضح لنا أن تأثير (العرف العام) الذي لا يمثل قانونا ولا شريعة - وإن كانت لبعضه أصولا قانونية أو تشريعية - على سلوك الناس قد يكون أشد تأثيرا من أثر القانون والشريعة