مضمونها يناسب لمناسبته كلتا المرحلتين.
وأما الروايات التي وردت بصدد تحديد مكان أو زمان نزول هذه السورة، فعلى قسمين، حيث أشار الأول منها إلى نزولها في مكة، وأشار الآخر إلى نزولها في المدينة.
ففي تفسير الطبرسي: " إن فاتحة الكتاب مكية عن ابن عباس وقتادة، ومدنية عن مجاهد " (1).
وفي تفسير السيوطي: " أخرج الواحدي في أسباب النزول والثعلبي في تفسيره عن علي (عليه السلام) قال: نزلت فاتحة الكتاب بمكة " (2).
وأما من الناحية الواقعية فإننا لو قلنا بأن الفاتحة التي هي جزء من الصلاة (3) تم فرضها فيها منذ بداية تشريعها، فمعنى ذلك أن الفاتحة مكية حيث تم تشريع الصلاة في أوائل البعثة النبوية، ولم يطرأ عليها تغيير إلا في عدد الركعات.
على أن هذا الاستنتاج لا يشكل مانعا من افتراض نزولها مرة أخرى بعد الهجرة بناء على المذهب المعروف والصحيح من امكان تعدد نزول الآية أو السورة بسبب تعدد الأسباب والظروف التي قد تؤدي إلى نزول الآية لمعالجة السبب أو الظرف، وبهذا اللحاظ أيضا يمكن الجمع بين الروايات التي تحدثت عن نزولها قبل وبعد الهجرة.