الرسول (صلى الله عليه وآله) والصحابة، الامر الذي أدى إلى وجود اختلاف بشأن (البسملة) وهذا الامر يثير الانتباه والتساؤل ويطرح هذا السؤال:
لماذا اختلف علماء الإسلام حول (البسملة) دون بقية الآيات؟
ولكن يمكن أن يتضح لنا الجواب إذا رجعنا إلى مجمل النصوص التي تداولها الباحثون، وما ورد من تأكيدات عن أهل البيت (عليهم السلام) بالنسبة إلى هذه القضية، حيث تبرز نكتة واضحة تفسر لنا هذا الاختلاف، إذ إن مذهب علي (عليه السلام) وأتباعه كان هو الجهر بالبسملة في الصلاة، بخلاف التزام بعض الصحابة الذي لم يكن يجهر بها في القراءة، الامر الذي أدى إلى تحول هذه القضية إلى قضية سياسية في أواخر عهد الصحابة خصوصا عندما جاء الأمويون إلى الحكم، فكانوا يلاحقون أتباع علي (عليه السلام) وكذلك السنن والاحكام التي كان يلتزم بها (عليه السلام)، فأصبح الجهر فيها من مختصات أتباع علي (عليه السلام) ومذهب أهل البيت (عليهم السلام)، وأصبح من يلتزم بالجهر بها يمثل خطا في التحرك السياسي بين المسلمين في مقابل الخط الآخر.
ثم سرى الامر بعد ذلك إلى نفس البسملة، فأصبحت موردا للشك في أنها آية نكاية بأصحاب هذا المذهب السياسي، حيث نجد المسلمين يعترضون على معاوية عندما يعمد إلى حذفها في القراءة.
وحين ترتبط قضية دينية بحالة سياسية فإن الأهواء والنظريات المفتعلة والتحريفات وعمليات التزوير والتزييف يمكن أن تتدخل فيها، بحيث تأخذ منحى ومنهجا آخر، إلى أن تتحول إلى قضية غامضة فيما بعد بسبب تضارب الأهواء والآراء.
ولا نقصد بهذا أن كل من يقول بعدم جزئية (البسملة) للقرآن من العلماء المتأخرين من أصحاب الأهواء والاغراض أو يمثل حالة انحراف، بل نقصد بذلك