1 - يمكن تعرف تاريخ الإسلام والتغييرات التي طرأت على مجتمع المسلمين - من خلال التقسيم على أساسه - والطريقة التي عمل بها القرآن الكريم لإحداث هذا التغيير في كل من المرحلتين، ومعرفة خصائص مدة العمل فيما قبل نشوء الدولة الإسلامية وما بعدها.
2 - إن تحديد نزول الآيات القرآنية زمنيا أمر ينفعنا في علم (الفقه) ومعرفة الأحكام الشرعية، حيث يمكن من خلاله تمييز النص الناسخ من المنسوخ (مثلا)، حيث إن الناسخ متأخر بطبيعته عن المنسوخ زمنيا.
ويبقى لدينا سؤال أنه كيف يمكن أن نميز النص القرآني المكي عن المدني بعد تشخيص المقصود من المكي والمدني؟
ولدى علماء القرآن طريقان لتشخيص ذلك:
أحدهما: دراسة مضمون الآيات القرآنية حيث يمكن من خلال ذلك معرفة المكي والمدني، فإن الآيات التي تتناول قضايا الجهاد والنفاق والحكم وأحكام الأسرة تكون مدنية، لأن مثل هذه الموضوعات تناسب مرحلة بناء الدولة الإسلامية والظروف السياسية التي عاشها النبي (صلى الله عليه وآله) في المدينة بخلاف قضايا الوحي والبعث والتوحيد فإنها تناسب المرحلة المكية مثلا (1).
والآخر: هو مراجعة النصوص التي وردت في نزول القرآن لتحديد مكان أو زمان ورود السورة أو الآية القرآنية.
وفي ضوء هذا التفصيل في فهم المكي والمدني وكيفية معرفته، نجد أن دراسة مضمون سورة الفاتحة لا ينفع كثيرا في تشخيص كونها مكية أم مدنية، لأن