الخص (الأسس العامة للتجربة التفسيرية) التي يمكن أن تستنبط من نظرية أهل البيت عليهم السلام في تفسير القرآن الكريم، وذلك إكمالا للفائدة وبيانا للمنهج الذي يحسن اعتماده، كما أعتقد أن الدراسات التفسيرية في الحوزة العلمية يجب أن تكون على مراحل تتناسب مع المستوى العلمي والدراسي لطلبة العلوم الدينية، مع الأخذ بنظر الاعتبار أهمية أن يكون التفسير متهما بالحاجات الفعلية التي يحتاجها طلبة العلوم الدينية في عصرنا الحاضر، الذي انفتح فيه العالم على الإسلام بعد انتصار الثورة الإسلامية، وقيام الحكومة الإسلامية الصالحة، والنهوض الإسلامي في البلاد الإسلامية، والحركة الواسعة للعودة إلى الإسلام، حتى بالنسبة إلى الجاليات الإسلامية التي كانت تعيش ظروف الغربة وأخطار الذوبان في المجتمعات الغربية، بل أصبحت البشرية الآن تتطلع إلى الإسلام كمنقد لها من آلامها ومحنتها، وكحل صحيح لمشاكلها وأزماتها.
ولا شك أن القرآن الكريم الذي هو حي ويجري مجري الشمس والقمر، كما يعبر عنه أهل البيت عليهم السلام يمثل أفضل حل وعلاج لهذه المشكلات، إذا تمكنا من تفسيره وتيسيره للناس بالصورة التي تنطبق على حياتهم، واستنطافه بالطريقة التي يخاطب بها الناس في هذا العصر، ويواكب قضاياهم ومشاكلهم، كما كان يخاطب الناس في عصر نزوله، وتمكن من أن يحدث فيهم ذلك التغير العظيم، ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذن ربهم.
ويمكن تلخيص هذه الأسس العامة للتجربة التفسيرية بالنقاط التالية:
1 - توضيح المفردات اللغوية والمفاهيم القرآنية، وذلك بالرجوع إلى أصولها اللغوية، والتفتيش عن العلاقة بين هذه الأصول وبين موارد استعمال مادة هذه المفردات، والمفاهيم في مواضعها المختلفة وهيئاتها المتعددة، مما يكون نظرة صحيحة