وهذه الظاهر إنما نجدها في كتب التفسير القديمة، باعتبار أن تطور هذه العلوم بدأ مواكبا لعملية تفسير القرآن، فكان التفسير هو العلم الذي ولدت من رحمه هذه العلوم، واحتضنها حتى بلغت الرشد.
3 - الاهتمام بجانب (تفسير المعنى) إلى جانب (تفسير اللفظ) وهو ما كان يصنعه المفسرون منذ البداية ولكن هذا الاهتمام بدأ يتضاءل بعد ذلك بسبب نمو وتطور الاهتمامات الفرعية التي أشرنا إليها في النقطة الثانية.
وفي هذا الاهتمام نحتاج إلى التفتيش عن أوسع الآفاق للمصاديق القرآنية، وأدقها سواء على مستوى الواقع الذي نزل فيه القرآن الكريم، أو الواقع الإنساني العام الذي يمثل الهدف الرسالي للقرآن الكريم.
ولعل من الخصائص المهمة للتفسير عند أهل البيت هو الاهتمام بهذا الجانب، بما يسمى في بعض النصوص بالتأويل، أو ما يجري عليه القرآن الكريم.
وهنا نحتاج إلى الدقة أيضا في تحديد هذه المصاديق، بحيث تتطابق مع المفاهيم القرآنية.
4 - الاهتمام بالسياق القرآني، وترابط الآيات بعضها ببعضها الآخر، وكذلك الارتباط بين بعض الفصول والمقاطع في السورة الواحدة، وذلك من أجل استكشاف الاهداف القرآنية والمقاصد الربانية، لنزول الآيات في عملية التغيير الاجتماعي، والإخراج من الظلمات إلى النور.
5 - محاولة تصور الظروف التي أحاطت بنزول القرآن الكريم واستنباطها من القرآن الكريم نفسه، أو من المسلمات التأريخية، أو النصوص والروايات الصحيحة، وعدم الاكتفاء بالروايات المرسلة أو الإسرائيلية أو الضعيفة، فإن الإحاطة بهذه الظروف، ويمكن أن يشخص الهدف، كما يشخص المصداق الذي عناه