كلمة المؤلف بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
وبعد، فإن تفسير القرآن الكريم من أعظم الأعمال العلمية والتربوية والدينية وفي الوقت نفسه يعتبر من أدق وأشق الأعمال، لأنه يتعامل مع كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه حيث يشتمل القرآن الكريم على المحكم والمتشابه والناسخ والمنسوخ والخاص والعام والمطلق والمقيد وقد نزل بصورة تدريجية ليواكب مسيرة الرسالة الإسلامية وأحداثها ويثبت فؤاد النبي صلى الله عليه وآله وينزل السكينة على قلوب المؤمنين كما أنه حي لا يموت يعيش مع الصور والأجيال المتناوبة من التأريخ الإنساني لأنه يعبر عن الرسالة الإلهية الخاتمة، وله مصاديق وتطبيقات في كل عصر وزمان.
ومن هنا نجد أن مناهج التفسير وكتبه على كثرتها واختلاف أبعادها واهتماماتها وفي إيجازها وإطنابها وفي عصورها المتعددة في القرون الماضية وحتى عصرنا الحاضر، بقيت الحاجة قائمة لتفسير القرآن الكريم والتجديد فيه، سواء في المنهج والأسلوب، أو في الاستنباط والفهم، أو في التطبيق والتأويل، وهذه المحاولة