الموجود في المنهج الآخر، وهذه الحالة هي حالة التفسير اللغوي واللفظي، بخلاف التفسير الموضوعي الذي يمثل الحالة العميقة في البحوث التفسيرية، وبذلك يمثل التفسير الموضوعي الخطوة التكاملية لمسيرة التفسير من هذه الناحية أيضا، إضافة إلى تلك الخطوة التكاملية التي خطاها في محاولته لاستحصال أوجه الارتباط بين المدلولات التفصيلية للآيات من أجل الوصول إلى النظرية القرآنية.
وقد حاول الشهيد الصدر (قدس سره) أن يفسر مسألة شيوع منهج التفسير التجزيئي وسيطرته على الساحة التفسيرية لقرون عديدة، بافتراض وجود " النزعة الروائية والحديثية في التفسير، حيث إن التفسير لم يكن في البداية إلا شعبة من شعب الحديث بصورة أو بأخرى، وكان الحديث هو الأساس الوحيد تقريبا مضافا إلى بعض المعلومات اللغوية والأدبية والتأريخية التي يعتمد عليها التفسير طيلة فترة طويلة من الزمن " (1).
وهذا الاعتماد على النصوص والروايات جعل شكل التفسير تفسيرا تجزيئيا، وذلك لأن المفهوم العام للقرآن كان موجودا في الصدر الأول لدى المسلمين عدا مفردات محدودة ومعينة جاءت النصوص في تفسيرها.
وعلى هذا فإن منهج التفسير بدأ بالتفسير بالمأثور وهو تفسير تجزيئي ثم تطور وانتهى إلى التفسير الموضوعي فيما بعد.
المرجح العملي:
إضافة إلى ذلك، ذكر السيد الشهيد الصدر (قدس سره) مسوغا عمليا لإيثاره التفسير الموضوعي على التفسير التجزيئي عندما بدأ في بحث التفسير، وهو أن شوط التفسير