هذه المعالجة قد يختلف باختلاف المفسر والاثارات التي يثيرها الواقع الموضوعي وقدرة المفسر على معالجة الموضوعات والقضايا المختلفة.
فعندما وقع الاختلاف والصراع في تفسير العقيدة الاسلامية بين (المعتزلة) و (الأشاعرة) وهو صراع قائم في الواقع الموضوعي لذلك العصر، فإن ذلك الصراع قد انعكس على كتب التفسير في زمانه، وكان المسلمون والباحثون يرجعون إلى القرآن الكريم للحصول على أجوبة للمسائل والمشاكل التي تعترضهم.
ومن الواضح أن المنهج الذي كانوا يثبتونه آنذاك كان هو (المنهج التجزيئي) إذ كانوا يأخذون من القرآن الكريم مقطعا ويحاولون في كل مقطع منه أن يجيبوا عن التساؤلات المرتبطة به أو يحلوا المشكلات التي يعيشها الواقع الموضوعي في ضوء ما يقرره ذلك المقطع.
وكمثال آخر، فإنه في بداية تقنين علم النحو والبلاغة وأثناء قيام العلماء بمحاولات استكشاف القوانين التي تحكم هذه العلوم، نجد أن كتب التفسير في ذلك الوقت قد تأثرت بهذه الإثارات والتساؤلات، وقد أصبح القرآن الكريم هو المصدر الأساس لاستكشاف هذه القواعد والدليل الذي يستشهد به هذا العالم أو ذاك.
وحتى في عصرنا الحالي، فإننا نجد مصاديق هذا المدعى بوضوح في تفسير (المنار) أو (الميزان) أو (في ظلال القرآن) أو غيرها.
إذ نجد أن هناك محاولات يبذلها هؤلاء المفسرون بحسب مستوياتهم للإجابة - ومن خلال تفاسيرهم - عن التساؤلات والإثارات التي يشهدها الواقع الموضوعي الخارجي.