ولا توجد مثل هذه الخصوصية والميزة في منهج التفسير التجزيئي والذي يبدأ من القرآن وينتهي إلى القرآن، حيث يفترض الشهيد الصدر (قدس سره) هذا النوع من التفسير ما يشبه التفسير اللغوي ويتوقف فيه على المعنى والمفهوم اللغوي واللفظي للقطعة القرآنية التي يراد تفسيرها، دون التعمق في تفسير المعنى من أجل الوصول إلى المصاديق المرتبطة بحركة الواقع وظروفه، مما يجعلنا غير قادرين على الإجابة على كثير من المسائل التي تواجهنا في الواقع المعاش.
وعلى هذا الأساس كانت طاقات التفسير (التجزيئي) طاقات محدودة " لأن طاقات التفسير اللغوي طاقات محدودة بمحدودية طاقات اللغة، إذ ليس هناك تجدد في المدلول اللغوي، ولو وجد فلا معنى لتحكيمه على القرآن " (1).
الثاني: إن هدف التفسير التجزيئي في كل خطوة من خطواته هو فهم مدلول الآية القرآنية أو القطعة القرآنية التي يواجهها المفسر بكل الوسائل الممكنة.
وعلى هذا فإن حصيلة التفسير التجزيئي للقرآن الكريم تساوي وعلى أفضل التقادير مجموع مدلولات القرآن الكريم ملحوظة بنظرة تجزيئية أيضا، أي أنه سوف نحصل على عدد كبير من المعارف والمدلولات القرآنية، ولكن في حالة تناثر وتراكم عددي دون أن نكتشف أوجه الارتباط بها ودون أن نحدد في نهاية المطاف نظرية قرآنية لكل مجال من مجالات الحياة.
هذا، مع أن الروابط والعلاقات ما بين هذه المعلومات التي تحولها إلى مركبات نظرية، بالإمكان أن نحضر على أساسها نظرية قرآنية لمختلف المجالات والموضوعات، أما هذا فليس مستهدفا بالذات في منهج التفسير التجزيئي وإن كان