أحدهما: أن يكون على حذف الجار وإيصال الفعل كأن الأصل سفه على الحق.
والثاني: أن يضمن معنى فعل متعد كجهل ونكر والمعنى الاستخاف بالحق وألا يراه على ما هو عليه من الرجحان والرزانة.
الغمز والغمص والغمط: أخوات في معنى العيب والازدراء. وفى غمص وغمط لغتان: فعل يفعل وفعل يفعل.
ذلك: إشارة إلى البغي كأنه قال: إنما البغي من سفه والمعنى: فعل من سفه.
(سفع) رأى صلى الله عليه وآله وسلم في بيت أم سلمة جارية ورأي بها سفعة فقال: إن بها نظرة فاسترقوا لها.
السفعة: المس من الجنون وحقيقتها: المرة من السفع وهو الأخذ يقال: سفع بناصية الفرس ليركبه أو يلجمه وسفع بيده فأقامه. وفى كلام قضاة البصرة: اسفعا بيده.
ومنه قول ابن مسعود رضي الله عنه لرجل رآه: إن بهذا سفعة من الشيطان فقال له الرجل: لم أسمع ما قلت فقال: نشدتك بالله هل ترى أحدا خير منك قال: لا قال:
فلهذا قلت ما قلت.
جعل ما به من العجب مسا من الجنون.
والنظرة: الإصابة بالعين يقال: إن نظرة وصبي منظور. قال:
ما لقيت حمر أبى سوار * من نظرة مثل أجيج النار وكأن المعنى أن السفعة أدركتها من قبل النظرة فاطلبوا لها الرقية وقيل: الشفعة العين وصبي مسفوع: معين: فهي على هذا في معنى النظرة سواء.
قدم عليه صلى الله عليه وآله وسلم أبو عمرو النخعي رضي الله عنه في وفد من النخع فقال: يا رسول الله إني رأيت في طريقي هذا رؤيا رأيت أتانا تركتها في الحي ولدت جديا أسفع أحوى. فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: هل لك من أمة تركتها مسرة حملا قال: نعم تركت أمة لي أظنها قد حملت. قال: فقد ولدت غلاما وهو ابنك. قال: فما له أسفع أحوى قال: ادن منى فدنا. قال: هل بك من برص تكتمه قال: نعم والذي بعثك بالحق ما رآه مخلوق ولا علم به. قال: هو ذاك قال: ورأيت النعمان بن المنذر عليه قرطان ودملجان ومسكتان. قال:
ذاك ملك العرب عاد إلى أفضل زيه وبهجته. قال: ورأيت عجوزا شمطاء تخرج من الأرض، قال: تلك بقية الدنيا، قال: ورأيت نارا خرجت من الأرض فحالت بيني وبين ابن