استقبله الشبلي فقال عليه السلام له حججت يا شبلي قال نعم يا بن رسول الله فقال عليه السلام أنزلت الميقات وتجردت عن مخيط الثياب واغتسلت قال نعم قال فحين نزلت الميقات نويت انك خلعت ثوب المعصية ولبست ثوب الطاعة قال لا قال فحين تجردت عن مخيط ثيابك نويت انك تجردت من الرياء والنفاق والدخول في الشبهات قال لا قال فحين اغتسلت نويت انك اغتسلت من الخطايا والذنوب قال لا قال فما نزلت الميقات ولا تجردت عن مخيط الثياب ولا اغتسلت.
ثم قال تنظفت وأحرمت وعقدت بالحج قال نعم قال فحين تنظفت وأحرمت وعقدت الحج نويت انك تنظفت بنور (بنورة - خ ل) التوبة الخالصة لله تعالى قال لا قال فحين أحرمت نويت انك حرمت على نفسك كل محرم حرمه الله عز وجل قال لا: قال فحين عقدت الحج نويت انك قد حللت كل عقد لغير الله قال لا قال له عليه السلام ما تنظفت ولا أحرمت ولا عقدت الحج قال له أدخلت الميقات وصليت ركعتي الاحرام ولبيت قال نعم قال فحين دخلت الميقات نويت انك بنية الزيارة قال لا قال فحين صليت الركعتين نويت أنك تقربت إلى الله بخير الاعمال من الصلاة وأكبر حسنات العباد قال لا قال فحين لبيت نويت انك نطقت لله سبحانه بكل طاعة وصمت عن كل معصية قال لا قال له عليه السلام ما دخلت الميقات ولا صليت ولا لبيت.
ثم قال له أدخلت الحرم ورأيت الكعبة وصليت قال نعم قال فحين دخلت الحرم نويت انك حرمت على نفسك كل غيبة تستغيبها المسلمين من اهل ملة الاسلام قال لا قال فحين وصلت مكة نويت بقلبك انك قصدت الله قال لا قال عليه السلام فما دخلت الحرم ولا رأيت الكعبة ولا صليت.
ثم قال طفت بالبيت ومسست الأركان وسعيت قال نعم قال عليه السلام فحين سعيت نويت انك هربت إلى الله وعرف ذلك منك علام الغيوب قال لا قال فما طفت بالبيت ولا مسست الأركان ولا سعيت ثم قال له صافحت الحجر ووقفت بمقام إبراهيم عليه السلام وصليت به ركعتين قال نعم فصاح عليه السلام صيحة كاد يفارق الدنيا ثم قال آه آه.
ثم قال عليه السلام من صافح الحجر الأسود فقد صافح الله تعالى فانظر يا مسكين