والكافرين بأنهم الموالون المتولون والمتبرئون يقال لكل واحد منهم يا ولي الله انظر في هذه العرصات إلى كل من أسدى إليك في الدنيا معروفا أو نفس منك كربا أو أغاثك إذ كنت ملهوفا أو كف عنك عدوا أو أحسن إليك في معاملة - 1 - فأنت شفيعة.
فإن كان من المؤمن المحقين - 2 - زيد بشفاعته في نعم الله عليه وان كان من المقصرين كفى تقصيره بشفاعته وان كان من الكافرين خفف (من - ك) عذابه بقدر احسانه لك - 3 - وكأني بشيعتنا هؤلاء يطيرون في تلك العرصات كالبزاة والصقور فينقضون على من أحسن في الدنيا عليهم انقضاض البزاة والصقور - 4 - على اللحوم تتلقفها وتحفظها وكذلك يلتقطون من شدائد العرصات من كان أحسن إليهم في الدنيا فيرفعونهم إلى جنات النعيم.
وقال رجل لعلي بن الحسين عليهما السلام يا بن رسول الله انا إذا وقفنا بعرفات وبمنى وذكرنا الله ومجدناه وصلينا على محمد وآله الطيبين الطاهرين وذكرنا آبائنا أيضا بمآثرهم ومناقبهم وشريف أفعالهم - 5 - نريد بذلك قضاء حقوقهم فقال علي بن الحسين عليه السلام أولا أنبئكم بما هو أبلغ في قضاء الحقوق من ذلك قالوا بلى يا بن رسول الله.
قال أفضل من ذلك أن تجددوا على أنفسكم ذكر توحيد الله والشهادة به وذكر محمد رسول الله والشهادة له بأنه سيد النبيين (المرسلين - ك) وذكر على ولى الله والشهادة له بأنه سيد الوصيين وذكر أئمة الطاهرين من آل محمد الطيبين بأنهم عباد الله المخلصون ان الله تعالى إذا كان عشية عرفة وضحوة يوم منى باهى كرام ملائكته بالواقفين بعرفات ومنى وقال لهم هؤلاء عبادي وإمائي حضروني ها هنا من البلاد السحيفة - 6 - شعثاء غبراء قد فارقوا شهواتهم وبلادهم وأوطانهم وأخدانهم ابتغاء مرضاتي.