وذلك يستلزم اعراضه عن المطلوبات الفانية الا إذا كانت تؤدى إلى الخيرات الباقية وهو عين العفة.
السادس - دعاء النبي صلى الله عليه وآله له: اللهم أدر الحق مع علي حيث دار (1): ومن كان الحق ملازما لطبيعة حركاته استحال ان يلزمها باطل لاستحالة ان يلزم الطبيعة الواحدة لازمان متقابلان أو مختلفان فاستحال أن يكون متبعا للهوى البتة وهو معنى العفة وهذا القدر قطرة من بحر التنبيهات على لزوم هذه الملكة له، وبالجملة فالخوض في اثبات هذه الملكة له يشبه الاستدلال في موضع الضرورة.
الثالث - الشجاعة وثبوتها له عليه السلام معلوم بالضرورة حتى صار يضرب مبالغة في حق الرجل الشجاع وإذا عرفت عن هذه الأصول الثلاثة ثابتة له أتم ما يمكن، وثبت أنها مستلزمة لفضيلة العدالة علمت ثبوت العدالة له أكمل مما هي لسائر الخلق ويؤيده قول الرسول صلى الله عليه آله: أقضاكم على (2)، والقضاء محتاج إلى العدل ومشروط به.
واما أنواع هذه الفضائل فأنت عند الانصاف واعتبار درجته وتصفح كلماته وأقوال الرسول صلى الله وآله في حقه سيما قوله: اللهم أدر الحق مع علي حيث ، دار تجده مستكملا لها عالما بكيفية أقسامها مزكيا نفسه بها ويراها (3) وجوه حركاته وتصرفاته لأنها الحق، وتجده خاليا من أنواع الرذائل المحتوشة لها لعدم امكان اجتماع