القسم الثالث في اللواحق والتتمات وفيه فصلان الفصل الأول في بيان ان عليا عليه السلام كن مستجمعا لجميع الفضائل الانسانية وفيه بحثان:
البحث الأول في بيان كماله بحسب القوى النظرية قد علمت أن كمال القوة النظرية إنما هو باستكمال الحكمة النظرية وهي كما علمت استعداد النفس الانسانية بتصور المعارف الحقيقية والتصديق بالحقائق النظرية بقدر الطاقة البشرية ولا شك ان هذه الدرجة كانت ثابته له عليه السلام على أتم ما يمكن فان ادراكه (ع) لهذه الأشياء ادراك بحسب قوته الحدسية القدسية وادراك كثير الحكماء لها ادراك فكرى محتاج إلى كلفة ومشقة يستلزم أغلاطا عظيمة لا يخلو عنها الا آحاد الحكماء: فأين أحدهما من الاخر؟! وبيان ذلك ببيان انه عليه السلام كان سيد العارفين بعد سيد المرسلين صلى الله عليه وآله، وقبله نبين انه كان أستاذ العالمين.
فههنا إذا مقامان:
المقام الأول - انه كان أستاذ البشر بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وبيانه انا بحثنا العلوم بأسرها فوجدنا أعظمها وأعمها العلم الإلهي وقد رأينا في خطبه عليه السلام من أسرار التوحيد والنبوات والقضاء والقدر وأحوال المعاد ما لم يأت في كلام أحد من أكابر - العلماء وأساطين الحكمة، ثم وجدنا جميع فرق الاسلام تنتهى في علومهم إليه، أما