كما أن الكاهن يكاد ان لا يكون تلقيه للأمور الغيبية صادقا، ويختلف ذلك بحسب اختلاف الاستعدادات في الظان والكاهن فأطلق عليه السلام لفظ الكهانة على ظن العاقل تجوزا حسنا للمشاركة في أن كل واحد منهما يتلقى بقوة استعداده الإفاضة وان اختلفت أسباب ذلك الاستعداد، والمقصود بيان شرف ظن العاقل بتشبيهه بالكهانة، وتسمى العرب مثل هذا الظان ألمعيا، قال الشاعر (1):
الألمعي الذي يظن بك الظن......... كأن قد رأى وقد سمعا والله ولى التوفيق.
الكلمة الثانية والعشرون قوله عليه السلام: من نظر اعتبر.
أقول: هذه شرطية متصلة قد أثبت عليه السلام فيها ان الاعتبار لازم للنظر ولنبين حقيقة النظر والاعتبار فنقول: النظر والفكر عبارة عن حركة النفس بالقوة الفكرية