مخالطة التغير وقد يخالطها بالعرض من غير أن تكون ذاتها مفتقرة في تحقيق وجودها إليه وهي الحكمة الكلية.
واما اقسام الحكمة العملية فهي هذه حكمة خلقية وحكمة منزلية وحكمة سياسية وذلك لان كل عاقل فلابد وأن يكون ذا غرض في فعله وذلك الغرض اما يكون مختصا به في نفسه وهو علم الأخلاق، أو يكون مختصا به مع خواصه وأهل بيته وهو علم تدبير المنزل، واما أن يكون عائدا إلى الانسان مع (1) عامة الخلق وهو علم السياسة وقد يزاد في هذه الأقسام رابع وهو غرض الانسان بالنسبة إلى مدينته وتسمى حكمة مدنية وهو تعلم تدبير المدينة بكيفية (2) ضبطها ورعاية مصالحها، وهذا علم لابد منه لان الانسان مدنى بالطبع فما لم يعرف كيفية بناء - المدينة وترتيب أهلها على اختلاف درجاتهم لم يتم مقصوده وعلى القسمة الأولى فان هذا القسم جزء من الحكمة السياسية. اما فائدة الحكمة الخلقية فهو ان يعلم الانسان الفضائل وكيفية انقسامها (3) ليزكى (4) بها نفسه ويعلم الرذائل وكيفية ترتيبها ليطهر نفسه عنها، وفائدة الحكمة المنزلية ان يعلم المشاركة التي ينبغي أن يكون بين أهل المنزل ممن يبتنى عليه ويتم به لينتظم به المصلحة المنزلية، وفائدة الحكمة السياسية ان يعلم كيفية المشاركة التي (5) فيما بين اشخاص الناس (6) ليتعاونوا على مصالح الأبدان ومصالح بقاء نوع الانسان.
البحث الرابع في تفصيل وجيز لأصول الفضائل الخلقية اعلم انا لما ذكرنا اقسام هذه الحكمة أردنا ان نشير إلى اقسام الفضائل والرذائل الخلقية بتفصيل وجيز لتعلق غرضنا بذلك وقبله نقول: ان الخلق ملكة تصدر بها عن النفس أفعال بسهولة من غير تقدم روية وتذكر وليس هو نفس القدرة لأنها بالنسبة