وتلك الخاصية اما بحسب المزاج الأصلي أو بحسب مزاج طار غير مكتسب أو بحسب الكسب والاجتهاد في الرياضة وتصفية النفس، والذي يكون بحسب المزاج الأصلي فذو - المعجزات من الأنبياء أو الكرامات من الأولياء، فان انضم إليها الاجتهاد في الرياضة بلغت الغاية في ذلك الكمال، وقد يغلب على مزاج من له هذه الخاصية ان يستعملها في طرف - الشر وفى الأمور الخبيثة (1) ولا يزكى نفسه كالساحر فيمنعه خبثه عن الترقي إلى درجة - السابقين في الكمال فهذا القدر هو الذي أردنا من المقدمات وبالله التوفيق.
القسم الثاني في المقاصد، وفيه فصول:
الفصل الأول في المباحث المتعلقة بالعقل والعلم والجهل والظن والنظر وفيه اثنتان وعشرون كلمة:
الكلمة الأول قوله عليه السلام: لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا.
أقول: الغطاء في أصل اللغة هو ما يستر به الشئ ويغطى، واليقين في عرف العلماء هو اعتقاد ان الشئ كذا مع اعتقاد انه لا يمكن ان لا يكون كذا، وهو أخص من العلم الذي هو أخص من الاعتقاد الجازم المطابق الذي هو أخص من الاعتقاد المطابق الذي هو أخص من مطلق الاعتقاد، واعلم أنه ليس المراد من لفظ الغطاء والمغطى والتغطية ههنا هو ما يتعارفه افهام الخلق حال اطلاقه والا لم يبق للكلام فائدة بل لابد من مفهوم آخر يحتاج إلى تفطن ما زائد على نباهة أهل الظاهر سواء كان اطلاق لفظ الغطاء على ذلك المعنى وعلى غيره حقيقة اما بحسب الاشتراك اللفظي أو المعنوي على سبيل التواطى بان يكون الغطاء حقيقة نوعية ذلك المعنى من جملة اشخاصها التي لا يخالف بعضها الا