شرح مئة كلمة لأمير المؤمنين - ابن ميثم البحراني - الصفحة ٢٥٧
ذي الكلاع الحميري واستلبه ورمى به إلى فوق وتلقاه بسيفه فقده بنصفين ثم قال لي:
يا اشتر انا أم أنت؟ - فقلت: بل أنت يا أمير المؤمنين.
وهذا الخبر كما يدل على هذا المطلوب باستلاب الحميري وما فعل به كذلك يدل على المطلوب الذي قبله من جهة انه بكت مالكا بما تصوره دون ان ينطق به.
الآية الرابعة - روى عبد الله بن أحمد بن حنبل عن مشايخه عن جابر ان النبي صلى الله عليه وآله دفع الراية إلى علي بن أبي طالب في يوم خيبر بعد أن دعا له ببرء عينيه من الرمد فبرئ لوقته ثم سار وجعل يسرع السير وأصحابه يقولون له: يا أمير المؤمنين الرفق الرفق، حتى انتهى إلى باب الحصن وكان من صخرة واحدة فاقتلعه وألقاه على الأرض.
وفى خبر: انه دحا به أذرعا ثم اجتمع عليه سبعون رجلا وكان جهدهم ان أعادوه إلى مكانه وروى عنه أنه قال: عالجت باب خيبر (1) وجعلته مجنا لي وقاتلت القوم فلما أخزاهم الله وضعت الباب على حصنهم طريقا ثم رميت به في خندقهم فقال له رجل: لقد حملت منه ثقلا فقال: ما كان الا مثل جنتي التي في يدي في غير ذلك المقام.
فانظر أيها المعتبر هل تجد ذلك الفعل صادرا عن قوة بدنية؟! فإنه لو كان كذلك لقدر عليه من هو أقوى صورة منه ولذلك قال عليه السلام: والله ما قلعت باب خيبر بقوة جسمانية ولكن قلعته بقوة ربانية، وللشعراء في هذه الآية أشعار كثيرة (2) لم نذكرها كراهة التطويل.
الآية الخامسة - نقل عمار الحضرمي (3) عن زادان بن أبي عمر ان رجلا حدث

(١) - راجع لملاحظة هذه المعجزة وقائع غزوة خيبر في البحار أو مناقب ابن شهرآشوب أوما يضاهيهما.
(٢) - منها قول ابن أبي الحديد في عينيته المعروفة:
" يا قالع الباب الذي عن هزه * عجزت اكف أربعون وأربع " (٣) - قال السيد هاشم (ره) في مدينة المعاجز في الباب الأول عند تعداد معاجز أمير المؤمنين علي (ع) ما نصه - ص ١٣٩): " الثاني والتسعون وثلاثمائة الذي أعمى بدعائه لما اكذبه، ثاقب المناقب عن عمار الحضرمي عن زادان أبى عمير ان رجلا حدث عليا صلوات الله عليه فقال: ما أراك الا كذبتني فقال: لم افعل فقال: ادعو الله عليك ان كنت كذبتني قال: ادع، فدعا عليه فما برح حتى أعمى الله عينيه ".
(٢٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 ... » »»
الفهرست