التي يجب ان تدخل في عنايته بأحواله التي هي فضيلة بالنسبة إلى تلك الأمور التي لا تعنيه إذ كانت خارجة عن حاجته زائدة على الأمور المكملة له فإذا فرض انه اشتغل بالأمور التي لا تدخل في عنايته فقد اشتغل بما لا يعنيه وبذلك يفوته ما يعنيه إذ كان قد اشغل (1) بها وقته الري يجب ان يستوعبه في تحصيل كماله الذي يعينه فان وقته لو كان اضعاف ما يمكن ان يمتد فيه عمره لم يتسع لاستيفاء كماله القوى باخراجه إلى الفعل فإذا اشتغل لما لا يعنيه فقد فوت على نفسه كمالا يعنيه في وقت أشغله لما لا يعنيه. واعلم أن ذلك خروج عن (2) مقتضى العقل ووضع الأشياء في غير موضعها وهو عبور إلى طرف الجور الذي هو طرف الافراط من العدالة وذلك هو الخسران المبين (3) قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا. (4) الكلمة الحادية عشر قوله عليه السلام: السامع للغيبة أحد المغتابين أقول: الغيبة التحدث في عرض (5) الانسان حال غيبته بما ينفر طبعه من (6) المواجهة به، والسامع المستمع لها عن رضى وايثار، فان السامع المطلق أعم من المستمع فان السامع قد يكون سماعه بقصد ذاتي منه وقد لا يكون بل يكون عرضيا كسماع المار وغيره، والمستمع أعم من المستمع عن رضى فان المستمع قد لا يكون راضيا بل ينتظر سكوت المغتاب لجوابه أو لغرض أخر فإذا اطلاق لفظ السامع على المستمع على وجه
(١٥٦)