المشهور من سيد المرسلين صلى الله عليه وآله في ذلك: وان مما ينبت الربيع لما يقتل حبطا أو يلم (1) والمراد به ان ملذات الدنيا وزينتها وان كانت ذات زهرة وجمال فقد تؤل بصاحبها إذا خرج في الاخذ منها إلى مالا ينبغي إلى سوء المغبة والشقاء الأشقى في الآخرة كما أن اكلة الخضر من الماشية إذا لم تقتصد في مراعيها آل بها ذلك إلى أن تحبط عنه بطونها اي تنتفخ فتهلك، والملمة النازلة من الامر فكما علمت فيما سبق ان الذل مع الطمع فاعلم أن الراحة مع اليأس، والله الموفق.
الكلمة الثالثة عشر قوله عليه السلام: من كثر مزاحه لم يخل من حقد عليه أو استخفاف به.
أقول. المزاح بضم الميم الدعابة وهو أمر إضافي، والحقد غضب ثابت لتقرر صورة الموذي في الخيال مع عدم اعتقاد ان الانتقام في غاية السهولة أو في غاية الصعوبة وفائدة قيد كونه ثابتا انه لو لم يكن كذلك لما كانت صورة الموذي متقررة في الخيال