ولا ذنب لي الا حجى وبراعة * ومجد وبيت في ربيعة عال وفى هذه الكلمة تنبيه على قبح الحسد ورداءة التخلق به والتكيف بهذا الغضب الخالي عن السبب إذ (1) كان الغضب الذي ينبغي يستدعى تقديم جريمة من المغضوب عليه، اما الغضب الخالي عن السبب فمن باب وضع الأشياء في غير مواضعها وذلك خروج عن مقتضى العقل ومفارقة للانسانية، وبالله التوفيق.
الكلمة الثانية والعشرون قوله عليه السلام: منع الموجود سوء الظن بالمعبود.
أقول: منع الموجود إشارة إلى البخل وهو منع ما ينبغي اخراجه من المال على الوجه الذي ينبغي بحسب القانون المراعى في استكمال فضيلة العفة، وامام سؤ الظن بالمعبود فتصوره على الوجه الذي لا ينبغي ان يتصور عليه في ذاته أو في الحاق ذاته بصفات يجب ان ينزه عنها، والمقصود من هذه الكلمة بيان ان من جملة أسباب منع الموجود وعدم صرفه وفى جهة وبذله لمستحقه هو عدم تصور الخالق الرازق على الوجه الذي ينبغي وتصوره كمالا ينبغي الا انه اطلق لفظ الملزوم وهو سوء الظن على لازمه وهو منع الموجود مجازا