شر هلاك فيجب على صاحب الجريمة عن يحرص عليها ولا يقصر في المبادرة إليها ويستغنم (1) فرصة المهل ولا يسوف في الامل فيقع في خطر فوات العمل بحلول الاجل فيكون وجوده عدما له وشرا وحياته موتا وضرا، والله ولى التوفيق للصواب.
الكلمة الأربعون قوله عليه السلام: لا لباس أجمل من العافية.
أقول: اللباس بكسر اللام ما يلبس من ثوب وغيره محسوسا كان أو معقولا إذ يقال: لبس فلان الامر الفلاني وتلبس به إذا دخل فيه، والجمال الحسن والبهاء، والعافية السلامة من كل مكروه من قولهم: أعفي من كذا وعوفي منه إذا لم يصب به والمقصود بيان أفضلية الجمال الحاصل من لباس العافية على غيره من أنواع الجمال وهذه القضية ضرورية وجدانية فان كل عاقل يجد من نفسه ان ملائمة الكمال الحاصل من التجمل بثوب أو غيره من أنواع الجواهر لطبعه مستحقر في جانب لذته بحصول العافية عن (2) حمى يوم و (3) التجمل بلبسها فضلا عما هو أفضل من ذلك كالعافية من الذم أو استحقاق العقاب أو غير ذلك.
فان توهم متوهم وقال (4) عن وهمه: التفاوت في الجمال إنما هو بحسب التفاوت في الخيرية واللذة ونحن نجد ان اللذة بجمع الأموال وغلبة الرجال والمباضعة أتم من اللذة بالعافية التي نحن فيها؟ - فجوابه من وجهين اما لأول - فلان كل ما زعمت أنه لذيذ فلذته بالحقيقة عافيته من بلاء الألم