شيطان (1) مثلها وألقت زمامها إلى القوى العقلية في الانقياد لما ينبغي على الوجه الذي ينبغي.
وفى هذه الكلمة تنبيه لطالب السؤدد على أنه ينبغي ان يترك ما ينافيه وهو الانتقام الخارج إلى حد الرذيلة والا لكان مناقضا لسعيه، وكاسر لما هو طالب لتقويمه، وذلك نهاية الجهالة، والله الموفق.
الكلمة الرابعة والأربعون قوله عليه السلام: لا شرف مع سوء الأدب.
أقول: قد عرفت ان حسن الأدب يعود إلى معنى الرياضة المعتدلة للقوى البدنية وقد بينا كيفيتها فاعرف من ذلك أن سوء الأدب وهو سوق تلك القوى على حد طباعها وانهماكها في مطلوباتها الطبيعية لها على قانون وهمى دون أن يكون على وفق القانون العدلي المرسوم من الشريعة والحكمة وكما علمت أن الشرف الحقيقي إنما هو باجتماع أجزاء الكمال من العقل واجتماع مكارم الأخلاق والآداب المستحسنة حتى تتحصل ماهيته المطلوبة عنها فاعرف ان عدمه بفواتها أو بفوات أحدها (2) إذا كان اجتماع الاجزاء هو المحقق للماهية المركبة وكان عدم الجزء الواحد كافيا في عدمها فإذا فرضنا اشتمال (3) الانسان على سوء الأدب المقابل لكماله وحسنه فبالضرورة لم يشتمل على ما يقابله من الأدب الجميل (4) وإذا كان خاليا عن ذلك الجزء من الكمال لم يتحقق ماهية الكمال فلم يتحقق ماهية الشرف لعدم علته وقد ظهر (5) لك في هذه الكلمة (سر تنبيهه) (6) لطالبي الشرف والمجتهدين في تحصيل الكمال الانساني على وجوب الرياضة وتأديب القوى النزوعية