سيفه عليه السلام الذي لم يقتل به الا كافرا ومن هو في حكمه حتى صار ذلك مثلا يضمن الاشعار والاخبار إلى يوم الدين قال: كما ردها يوما بسوأته عمرو، مع ما ظهر من نفاقه وكفره ببيع دينه من معاوية. وإذ كان عائبه عليه السلام بهذا النقصان المستلزم لنهاية - الخسران كفاك ذلك في معرفة حاله وكذب مقاله واستلزم ذلك فضل المعيب وشرفه قال أبو الطيب:
وإذا أتتك مذمتي من ناقص * فهي الشهادة لي بأنى فاضل والعدو إذا اطلق عنان هواه في اذى من عاداه اجتهد في قلب الفضائل رذائل وتصوير صحيح أفعاله بصورة الباطل وخاصة عداوة عن حسد مرشح (1) بحقد صار عن مشاجرات ومجاهدات في الله وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين (2) وما يؤمن أكثرهم بالله الا وهم مشركون (3).
الكلمة الرابعة عشر قوله عليه السلام: كفى بالظفر شفيعا للمذنب.
أقول: قد عرفت معنى الظفر ومنه القدرة على العدو والفوز، ومقصود هذه الكلمة الحث على التأدب عند الظفر بصاحب الجريمة بتشفيع الظفر فيه وترك اذاه وهو في الحقيقة أعني ذلك التأدب عند التعود به يكون اثرا للملكة المسماة بالحلم ويصير ملكة تسمى بالعفو، ثم إنه عليه السلام اطلق لفظ الشفيع على معنى الظفر مع تباين حقيقتهما فان الشفيع كما علمت هو الشخص الذي يشفع المذنب في طلب الخلاص من جريمته بعد أن كان وترا، والظفر معنى من المعاني فتعرف (4) إذا انه اطلاق مجازى من باب الاستعارة والتشبيه. وبيان المناسبة ان الشفيع كما يكون غايته في التلطف والتماس الاعذار وتحمل (5) الامتنان ممن إليه الشفاعة هو إزالة الأمور المتوهمة في المشفوع له من وهم المشفوع إليه وذاكرته أو