الكلمة العشرون قوله عليه السلام: من طعن في عجانة قل حياؤه وبذا (1) لسانه.
أقول: المراد من هذه الكلمة قريب مما قبلها فعبر عليه السلام بالطعن الذي هو في الأصل عبارة عن الضرب بالرمح وكل محدد مستقيم مما هو في حكمه عن الضرب بالقضيب مجازا ووجه المشابهة ظاهر وفيه يقول بعض (أهل) الخلاعة:
يا أيها الناس من كانت له فرس * فليركبن عليها نومة الناس وليشددن بسرج لا حزام له * وليطعنن برمح لين الرأس والعجان اسم لاخر القضيب مما يلي السبة وعبر به عليه السلام عن السبه مجازا اطلاق اسم المجاور على ما يجاوره، والبذاءة الكلام الفاحش، وإنما خصص (ع) العجان بالذكر دون جوانب السبة لملاحظة لطيفة وذلك أن سبب وقوع لذة المفعول فيه بذلك الفعل إنما هو محاكة قضيب الفاعل لأصل قضيب المنفعل وهو اعجانه المستلزمة لثوران الشهوة والموجبة للانزال دون سائر الجوانب فلذلك خصه عليه السلام بالذكر دونها، واما بيان - الملازمة بين جزئي هذه الشرطية فلان السبة لما كانت اخس مكان وأقبحه من الانسان وكانت طبيعة الخلق مجبولة على سترها إذ كانت جبلة الانسان مبنية على ستر القبيح وكل ما عدا بين الخلق نقصانا ورذيلة، واظهار الجميل والمسارعة إلى التكميل بكل (2) ما يعد كمالا وفضيلة، فإذا فرضت انسانا اتصف بهذا الفعل لعروض أسبابه فإذا ثارت (3) قوته الشهوية إلى ارتكابه فان عقله حينئذ يكون مقهورا في شهوته فينساق (4) في قيادها إلى قبول ما هو مشهور القبح (5) بين الخلق وما كان نافرا منه بأصل جبلته من العار والشناعة القبيحة