في الوجود وعدم تجددها أو اشتغال النفس بغيرها لم تكن مدركة لها فلم تتألم بحصولها.
البحث الرابع في درجات السعداء والأشقياء أحوال النفوس الانسانية في السعادة والشقاوة اما ان تعتبر في القوة النظرية بحسب العقائد أو في القوة العملية بحسب الأعمال، وعلى التقديرين فالنفس اما أن تكون موصوفة بالعقائد الحقة والأخلاق الفاضلة أو بأضدادها وهي العقائد الباطلة والأخلاق المسترذلة أو موصوفة بالاعتقادات الحقة والأخلاق الردية أو بالعكس أو خاليه عن أحدهما أو عنهما معا فهذه تسعة أقسام: اما القسم الأول فالاعتقادات الحاصلة اما أن تكون برهانية أو لا تكون فإن كان الأول فاعلي هذه الدرجة نفس شاهدت العالم المعقول وانتقشت بنقوش الجلايا (1) القدسية وصارت عقلا مستفادا وبعد وقوفك على مراتب الاستعداد للانتقال إلى المعقولات الثانية (2) تعرف تلك الدرجات وهؤلاء هم أولياء الله الأبرار وهم في الغرفات آمنون وإن كان الثاني فهي درجة أصحاب التقليد ولهم عذاب يخصهم بسبب انهم علموا باكتساب ما ان لهم كمالا ما فحصل لهم شوق بحسبه ولم يصلوا إلى ما اشتاقوا إليه من ذلك الكمال لنقصان اكتسابهم النظري وقصورهم عن الوصول، وتفاوت ذلك العذاب بحسب تفاوت ذلك الشوق وهو عذاب منقطع ويصلون عنه إلى سعادة تخصهم بحسب ادراكهم لما تصوروه من الكمال.