يعبر عن نفس قد تنجست بتصور الكذب والعزم عليه واما الاخر فذو سمع تقبل عنه النفس تلك الآثار عن ايثار وسوء اختيار فيألفها ويعتادها فيتمكن من جوهرها سموم عقارب الباطل ولذلك قيل: السامع شريك القائل، فاسمع أيها الأخ من بحثنا ما يجب ان تسمعه فعساك بعدها لا تسمع ما ينبغي ان لا تسمعه، والله ولى السرائر ويهدى من يشاء إلى صراط مستقيم.
الكلمة الثانية عشر قوله عليه السلام: الراحة مع اليأس.
أقول: الراحة لذة تحصل للنفس بالسكون عن الحركات المتعبة سواء كانت تلك الحركات حسية أو عقلية، والياس من الشئ هو انقطاع الطمع منه لاعتقاد انه لم يصر ممكن التحصيل بعد اعتقاد انه كان كذلك، والمقصود بيان ان الراحة لازمة لليأس وذلك ظاهر فان الحركات النفسانية الموجهة للحركات البدنية إلى تحصيل المطلوب إنما تكون قائمة ما دامت النفس متصورة لامكان تحصيله فإذا تبين لها ان تحصيله غير ممكن فلا بد وان ينقطع حركة الطلب إلى تحصيله وتستبدل النفس من تعب حركات الطلب لذلك الراحة اللازمة عن السكون من تلك الحركات، وفى هذه الكلمة تنبيه على ترك الطلب والحرص فيما لا يكسب تحصيله نفعا ولا يعود على صاحبه الا بالأذى والمكروه فيما يجب عليه اصلاحه من أمر معاده كالاستكثار من متاع الدنيا و اقتناء الكمالات الوهمية لان الراحة لما كانت مطلوبة وهي لازمة عن ذلك الترك وجب أن يكون ذلك الترك واجبا فان كل تلك الأمور سموم ان لم تجهز أعقبت (1)، والمثل