الحاصل من فقد ذلك اللذيذ وراحته بالنسبة إلى التعب الحاصل من طلبه واما ثانيا فلان من شرط الالتذاذ حصول اللذيذ مع الشعور بوجه الالتذاذ لكن الشعور غير حاصل لذي العافية بالكمال الذي هو العافية فان استمرار المحسوسات واستقرارها يذهل النفس عن ادراكها فان أردت التنبه لشرف هذا الكمال فانظر إلى طويل المرض عند الرجوع إلى الحالة الطبيعية وحدوث العافية عليه بسرعة غير خفية التدريج كيف يجد اللذة التامة الصادقة بل ربما حصل اللذيذ فكره كما يكره بعض المرضى الحلو فضلا عن أن لا يكون إليه باعث شوق ولا يقدح ذلك في كونه لذيذا لأنه ليس بكمال بالنسبة إلى ذلك المريض في حاله تلك إذ ليس بشاعر به بالحس من حيث هو كمال وخير وذلك يبين صحة ما قلناه، وفى دعوات الأئمة رضوان الله عليهم: اللهم إني أسالك العافية وتمام العافية، والشكر على العافية يا ولي العافية، اللهم إني أسالك عافية الدنيا من البلاء وعافية الآخرة من الشقاء، فقد ظهران العافية أجمل لباس وأحسن شعار أفيض على الناس، والله ولى التوفيق.
الكلمة الحادية والأربعون قوله عليه السلام: لا صواب مع ترك المشورة.
أقول: الصواب الإصابة في الأمور التي تفعل، والمشورة طلب الرأي المحمود من الأوداء والنصحاء وغيرهم في ترجيح أحد الأمور المحتملة في ذهن المستشير أو تأكيدها وبيان ان المصلحة في أيها تكون؟ واما علة هذا السبب الكلى فمن وجهين، الأول - ان الانسان لما كان بحيث لا يمكن استقلاله وحده بأمور معاشه ومعاده لحاجته الضرورية إلى ما لابد منه من غذاء ولباس ومسكن وغير ذلك وكانت هذه الأمور كلها أمورا