لاحتمال أن يكون الامر الذي يتعلق به النصيحة ليس مما يستخفى بفعله (1) فإذا نصح صاحبه فيه ظاهرا ثارت قوته الغضبية لما (2) ان ضربه بالكلام الناصح يوجب له اعتقاد ان الخلق ربما استنقصوا عقله واستصغروا رأيه في عدم الإصابة لذلك الامر وحاجته فيه إلى الضرب بالكلام بينهم فينفر طبعه لذلك، ولهذا السر كانت هذه الكلمة مستلزمة للتنبيه على النهى عن النصح على هذا الوجه المخصوص، والله ولى التوفيق.
الكلمة السابعة قوله عليه السلام: الشفيع جناح الطالب. (3) أقول: الشفيع هو الطالب لغيره كأنه يشفعه في قضاء حاجته بعد أن كان وترا، واطلاق لفظ الجناح الذي يخص الطائر بحسب أصل اللغة على الشفيع مجاز حسن من باب الاستعارة والتشبيه، ووجه المشابهة ان جناح الطائر لما كان وسيلة له إلى طلب ما يحتاج إليه من المطالب والى الهرب عن كل مهروب (4) منه كذلك الشفيع وسيلة للمستشفع إلى تحصيل الامر المطلوب له، والى الخلاص من الامر المهروب منه، وفى هذه الكلمة تنبيه وحث للشفيع على السعي في الشفاعة فيما ينبغي وحث لطالب (5) الحاجة على حفظ قلوب الاخوان (6) وادخارهم لوقت الحاجة إلى التوسل بهم في المطالب اما الأول فلأنها أعني الشفاعة سبب من أسباب حصول المطلوب للطالب فيكون للشفيع شركة في وجود هذا المطلوب كالجناح الذي هو آلة بها يحصل المطلوب، ولذلك