اللازم للماهية الحادث بل الاستعداد التام لقبول صورته كما تقرر في غير هذا الموضع فلو صح العدم على النفس لوجب أن يكون لامكان عدمها محل وليس هو النفس لوجوب بقاء القابل عند وجود المقبول واستحالة بقائها عند تحقق عدمها فلابد من محل آخر هو المادة فلو طرأ عليها العدم لكانت في مادة وقد فرضت مجردة هذا خلف واما تقرير هذه المقدمات وبيان كون النفوس متحدة بالنوع وحادثة وبيان بطلان التناسخ فمذكور في المطولات.
البحث الثاني في بيان ماهية السعادة والشقاوة ونعني بالسعادة الحالة التي تحصل لذوي الخير والكمال من جهتهما بالشقاوة الحالة التي تكون لذوي الشر والآفة من جهتهما واعلم أن المشهور ان السعادة هي اللذة وان الشقاوة هي الألم ثم إن من لم يترق عن حيز البهائم من العوام اعتقدوا انها المحسوسة بالحس الظاهر فقط (1) وربما ترقى بعضهم إلى أن اعتقد ان هناك لذة والما يدرك بمدارك أخرى الا انهم ربما أنكروا ثبوتها في نفس الامر ونسبوها إلى خيالات غير حقيقية