أشديته وقال: ومن أوفى بعهده من الله (1) وبالجملة فهي من الصفات الكمالية والفضائل النفسانية بحظ وافر، والله الموفق.
الكلمة الرابعة عشر قوله عليه السلام: لا كرم أعز من التقى (2).
أقول: الكرم هو انفاق المال الكثير بسهولة من النفس في الأمور الجليلة القدر الكثيرة النفع بمقدار ما ينبغي على الوجه الذي ينبغي، وهي من أنواع فضيلة السخاء، والتقى في اللغة الخوف، وفى العرف الخاص هو خوف النفس من التدنس بأدناس الهيئات البدنية والتكيف بالملكات الردية ورفض المشتهيات البدنية وتباعدها وهربها منها بمقاومة الشياطين وأبناء الجن الساكنين في القلل (3) وإلهامات المتشبثين (4) بأطراف الفطن عن أن يلحق أعلى المقامات مقاومة بمقدار معتدل كما ينبغي موافق لرسم الشريعة غير خارج عن الرسوم الموضوعة للرياضة الحقيقة وكيفيتها فان تعدى الكمال نقصان، والعزة الجلال وعظمة الشأن وإذا عرفت ذلك فاعلم أن الكرم كما يطلق حقيقة ويراد به ما ذكرنا فكذلك قد يطلق مجازا ويراد به انفاق النفس وسمحها بالمشتهيات البدنية وقلة الالتفات إلى اللذات الحسية التي يخاف من الاشتغال بها الالتفات عن القبلة الحقيقية الموجب لسخط الله وما (5) اعتبرناه من القيود في حقيقة التقى " بسهولة منها وطيب " على