الجبانة نزل واكتنفه الناس فخط بسوطه خطا فأخرج منه دينارا ثم خط خطا آخر فأخرج منه دينارا ثم فعل ذلك ثالثة حتى اخرج ثلاثة دنانير فأخذها وقلبها في يده حتى ابصرها الناس ثم ردها وغرزها بإبهامه ثم قال: ليليك بعدى محسن أو مسئ ثم ركب بغلة رسول الله صلى الله عليه وآله وانصرف إلى منزله.
فأخذنا الفلاح وصرنا إلى الموضع فاحتفر حتى بلغ الرسغ (1) فلم يصب شيئا فقيل للحسن: ما ترى؟ - فقال: اما انا فلا أرى ان كنوز الأرض تظهر الا لمثله.
الآية العاشرة - أبو مهاجر زيد بن رواحة العبدي قال: دخلت مسجد الكوفة فإذا رجل قد أكب عليه الناس وهو يحدثهم وهم يسمعون ويكتبون عنه، فسألت عنه فقيل:
هو رجل شهد مع أمير المؤمنين البصرة وصفين والنهروان وهو ذو شرف وعقل فدنوت منه فإذا هو يحدث عن علي ويقول: سمعت ورأيت فصبرت حتى انفض عنه أكثر الناس وقلت له: أنا رجل من أهل البصرة خرجت لطلب العلم وأحببت ان اسمع منك شيئا أحدث به عنك فأخذ ذم أهل (البصرة) وتوبيخهم على ما كان منهم فقلت: أيها الشيخ لقد عممت أهل البصرة وقد كان فيهم البر والفاجر والسعيد والشقي، قال: صدقت فمن أنت؟ - فقلت: أنا رجل من عبد القيس فقال: مرحبا بك ثم نهض بي إلى منزله فأحسن ضيافتي وقال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: قيدوا العلم بالكتابة وقام فأخرج صحيفة ففتحها وقرأ على: