اخر فلا عذر للعاقل بعد اطلاعه على حقيقته وأسبابه وما ذكرناه من أحواله في معاودته وارتكابه.
اللهم جللنا عافيتك، فان قدرت علينا بلاء فألهمنا صبرك، ولا تكشف عنا سترك، وافض علينا رضوانك، وهئ لنا من أمرنا رشدا (1).
الكلمة الرابعة قوله عليه السلام:
رحم الله امرء قال خيرا فغنم أو سكت فسلم.
أقول: الغنيمة الفئ، وقد استعمله عليه السلام ههنا في اكتساب المدح والثناء والثواب وغيره من أنواع الخيرات، وإنما سمى القول خيرا لان كل وسيله إلى الخير فهي (2) خير، وإن كان عرضيا بالنسبة إلى ما هي وسيلة إليه، ومقصوده عليه السلام من هذه الكلمة استنزال الرحمة الإلهية بدعائه الموثوق بأنه لا يرد لعبد حبس لسانه وزمه بزمام العقل عن التلفظ الا بالكلام الخيري وقد عرفت ان خير الكلام ما تعلق باصلاح (معاد (3) أو تدبير معاش كما ينبغي وعلى الوجه الذي مراعاة القانون العدلي وطلب الفضيلة التي سبق بيانها وهي فضيلة العدل فإنه إذا فعل ذلك كان الكلام خيرا له عن السكوت إذ (4) كان يحصل (5) له بذلك غنيمة الدارين واكتساب السعادتين ثم ادرج في ذلك الدعاء من لم يتمكن من قصد الكلام الخيري بل كان يعبر في كلامه عند