ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك أنت الوهاب (1).
الكلمة الخامسة عشر قوله عليه السلام: لا معقل أحصن من الورع (2) أقول المعقل والعقل الملجأ (3) والحرز، والحصن المكان الذي يحفظ فيه الشئ، والورع في اللغة العفة، وفى عرف العلماء عبارة عن لزوم الأعمال الجميلة التي فيها كمال النفس كما بيناه (4) قبل، وعرفت انه نوع من أنواع العفة وقد اطلق عليه السلام لفظ المعقل (5) الذي هو حقيقة في الملجأ الجسماني على الورع مجازا من باب الاستعارة والتشبيه ووجه المناسبة ان الملجأ كما يتحصن الشخص فيه من الأمور التي يخافها ويلجأ إليه من عذاب أو هلاك يلحقه كذلك لزوم الأعمال الجميلة تلجأ إليها النفس وتتحصن بها في الدار الأولى من الذم والعقاب العاجل وفى الدار الأخرى من العذاب بسعير (6) ملكات الرذائل والهلاك الاجل، ولما كاد (7) لا يكون بين العذاب الأول والثاني نسبة لشدة التفاوت بينهما في الشدة والضعف عرفت حينئذ التفاوت بين الحصنين والفرق بين الحرزين، وتحققت ان