قلت: الجواب عن الأول ان المروح للنفس هو النفس من جهة عقليتها (1) للمصلحة في ذلك والمروح هو أيضا باعتبار ضعف آلتها حال ضعفها والى مثل ذلك أشير في التنزيل الإلهي: يا أيها الذين امنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا (2)، فان المعطى للنفس الوقاية هو النفس من جهة كونها عاقلة لمصالحها وما يجب ان تفعل، ولاخذ للوقاية هو هي أيضا من حيث كونها قادرة متمكنة مما فيه مصلحتها وذلك غير متناف. وعن الثاني ان المكره للنفس هو هي من جهة عقليتها لما ينبغي ان يفعل وغلطها في ذلك فالمكره على ذلك السعي هو هي أيضا من جهة كونها قادرة على التصرف.
فائدة - لو حملنا القلوب على القوى المفكرة باعتبار والمتخيلة باعتبار وحملنا المروح لها على النفس الناطقة وحملنا المكره عليها والمكره على تلك القوى وحملنا على عدم انتفاع النفس بها وعدم رؤيتها لوجوه المطالب بواسطتها لكلالها وملالها حتى كان ذلك صالحا لان يكون هو المراد أو قريبا منه، والله ولى التوفيق.
الكلمة السابعة عشر قوله عليه السلام: الأدب صورة العقل.
أقول: قد عرفت معنى الأدب ومعنى الفعل، واما الصورة فتطلق ويراد بها في الظاهر ما يشاهد من الشكل والهيئة وتسمى صورة شخصية وتطلق في عرف قوم ويراد بها الجوهر الحال في المحل المقوم لما يحله (3) ويتحصل متحيزا باقترانه به وتسمى صورة طبيعية وتسمى محله مادة ويسمى المركب منه ومن محله جسما طبيعيا، وتارة يراد به ما يقع به اختلاف أنواع الجسم بعد اشتراكها في الصورة الجسمية العامة وتسمى تلك صورة نوعية، وقد اطلق عليه السلام ههنا لفظ الصورة على الأدب مجازا، والأشبه ان ذلك المجاز