وعرف طريقتهم، وقد فسر أيضا قول الآخر:
أنا ابن جلا وطلاع الثنايا * متى أضع العمامة تعرفوني (1) على مثل هذا المعنى، فكأنه توعدهم عند إلقاء العمامة ببادرته، وأن يفيض عليهم ما يستجمه (2) من مثابة سطوته. وقوله: تعرفوني ليس يريد العرفان الذي هو ضد الانكار، وإنما أخرجه مخرج الوعيد، وأطلعه مطلع التهديد، كما يقول القائل لغيره إذا أراد هذا المعنى: ستعرفني أو أما تعرفني، والمراد ستعرف عقوبتي، أو أما تعرف غضبى وسطوتي (3).
157 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: " المجاهد من جاهد نفسه " وهذا مجاز، والمراد من امتنع من مواقعة المعاصي