الانسان بمنزلة الغمرة (1) الطامية، والجمة (2) الطافحة، وجعل إنفاقه منه وتقلبه فيه، بمنزلة الخوض في الجمام الغزار، واللجج (3) الغمار.
330 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: " إن للمساجد أوتادا، الملائكة جلساؤهم، إذا غابوا افتقدوهم (4)، وإن مرضوا عادوهم، وإن كانوا في حاجة أعانوهم " وهذه استعارة، كأنه عليه الصلاة والسلام شبه المقيمين في المساجد، والملازمين لها، والمنقطعين إليها بالأوتاد المضروبة فيها، وذلك من التمثيلات العجيبة الواقعة موقعها، والمقرطسة غرضها (5)، ويقال: فلان وتد المسجد، وحمامة (6) المسجد: إذا طالت ملازمته له، وانقطاعه إليه، وتشبيهه