وفي إقامة الحدود على اللاجئ إلى الحرم خلاف بين العلماء، ليس هذا موضع ذكره، ولابد أن يوفيه تعالى ما يستحقه من العقاب في دار الجزاء، إلا أن يكون منه توبة يسقط بها عقابه أو طاعة عظيمة تصغر معها معصيته، فالحرم لا يمنع من العذاب وإنما يمتنع الله سبحانه من فعله باللاجئ إليه والعائذ به للعلة التي ذكرناها، فلما كان الله تعالى إنما يفعل ذلك لأجل الحرم جاز أن ينسبه إليه على طريق المجاز وعادة الاتساع (1).
99 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: " أوثق العرى كلمة التقوى " وهذه استعارة لأنه عليه الصلاة والسلام جعل التقوى كالعروة التي يتعلق بها فتنهض من المعاثر وتنجى من المزال والمزالق، لان المتقى لله سبحانه يأمن من نقماته وينجو من سطواته فيكون كالممسك بعروة الحبل المتين، والمستند إلى النضد (2)