المجازات النبوية - الشريف الرضي - الصفحة ١٥٥
ما تحذف (1) به ألسنتهم من الأقوال المذمومة التي تسوء عواقبها ويعود عليهم وبالها بالزراع الذي يستوبئ (2) عاقبة زرعه، والغارس الذي يستمر (3) ثمرة غرسه، وهذا كقول القائل لمن أخذ بجريرة، وعوقب على جريمة: احصد ما زرعت واستوف أجر ما غرست (4).
117 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: " تدور رحا الاسلام لسنة كذا " (5) وهذا مجاز، والمراد أن الاسلام على هذا العهد يضطرب في قراره، ويقلق في نصابه بالولاة الذين يتنكبون واضح السبيل وتنتقض على أيديهم مرر (6) الدين، فشبه عليه

(1) ما تحذف به ألسنتهم: أي ترمى به، يقال حذفه بحجر: إذا رماه به.
وقد جعل الشريف الأقوال المذمومة كأنها حجارة يقذف بها اللسان.
(2) استوبأ المكان: وجده وبيئا: أي ذا وباء وهلاك.
(3) أي يجدها مرة، كأنه ذاق ثمرة من غرسه فوجدها مرة.
(4) ما في الحديث من البلاغة:
في الحديث استعارتان بالكناية والتبعية، أما الأولى: فهي تشبيه اللسان بالمنجل الذي يحصد الزرع، ثم حذفه ورمز إليه بشئ من لوازمه وهو الحصائد، وأما الثانية: فهي تشبيه رمى اللسان باللفظ بحصد الزرع بجامع القطع في كل، فإن في خروج الكلمة من اللسان قطع لها عنه كما في قطع الزرع، ثم اشتقق من الحصد بمعنى قذف اللفظ حصائد بمعنى مقذوفات على طريق الاستعارة التبعية.
(5) حددت هذه السنة في الحديث بخمس وثلاثين أو ست وثلاثين أو سبع وثلاثين.
(2) المرر جمع مرة: بكسر الميم، والمراد بها هنا طاقات الحبل المفتول، أي شبهت أمور الدين القوية بطاقات الحبل المفتول، وعدم السير على نهج الدين بنقص طاقات الحبل.
(١٥٥)
مفاتيح البحث: الصّلاة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 ... » »»
الفهرست