المجازات النبوية - الشريف الرضي - الصفحة ٣١١
قال الشاعر:
أخو فقرات دببت في عظامه * شفافات أعجاز الكرى فهو أخضع (1) يريد بقايا الكرى وصباباته، ودليل ذلك قوله: أعجاز الكرى، أي أواخره وعقابيله (2)، ومن أمثال العرب: ليس الري عن التشاف.
يقولون: ليس يروى العطشان تتبع بقية الماء حتى يستفرغ جميع ما في الاناء (3).
237 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: " سيد الأيام يوم الجمعة " وهذا القول مجاز، والمراد أن ليوم الجمعة شرفا ونباهة يبين بهما من سائر الأيام، فيكون مقدما لها، وعاليا عليها لما يختص به من صلاة الجماعة التي ينشر ذكرها، ويعظم أجرها كما يتقدم السيد على من دونه بعلو القدر، ونباهة الذكر (4).

(1) الأخضع: الراضي بالذل.
(2) العقابيل: جمع عقبولة، وهي بقية العلة والعداوة والعشق، وقد أطلقها الشريف على بقايا النوم.
(3) ما في الحديث من البلاغة:
في الحديث استعارة تبعية، حيث شبه تتيع ألفاظ التحية إلى آخرها بتشاف الماء، وهو تتبع بقيته، بجامع الوصول إلى آخر الشئ فيهما، واشتق من التشاف بمعنى الوصول إلى آخر الشئ، تشاف التحية بمعنى وصل إلى آخرها على طريق الاستعارة التبعية.
(4) ما في الحديث من البلاغة:
في الحديث تشبيه بليغ، حيث شبه يوم الجمعة بالسيد من الناس، بجامع التعظيم والشرف في كل، وحذف وجه الشبه والأداة.
(٣١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 ... » »»
الفهرست