والمراد أن الدنيا بعده عليه الصلاة والسلام تكثر فوائدها، وتتصل مراغدها، فشبه نفعها لأهلها بحفاوة الوالدة بولدها، إذا كانت ترضعه درها، وتمهده حجرها (1)، وتشبل (2) عليه جهدها، وذلك كقولهم: قد ضم فلان فلانا إلى كنفه، يريدون أنه قد قام بأمره، وأغناه من غيره (3).
315 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: " لا تعادوا الأيام فتعاديكم " (4). وهذا القول مجاز، لان الأيام على الحقيقة لا يصح أن تعادى ولا تعادى، وإنما المراد لا تخصوا بعض الأيام بالكراهية له والتطير به، فربما اتفق عليكم فيه من طوارق القدر، وبوائق الغير، ما يقوى في ظنونكم أنه يختص ذلك اليوم دون غيره