عمله لم يسرع به نسبه " وهذه استعارة. والمراد أن من تأخر بسوء عمله عن غايات الفضل ومواقف الفخر، لم يتقدم إليها بشرف نسبه وكريم حسبه، فجعل عليه الصلاة والسلام الابطاء والاسراع مكان التأخر والتقدم، لان المبطئ متأخرو المسرع متقدم، وأضافهما إلى العمل والنسب وهما في الحقيقة لصاحبهما لا لهما، ولكن العمل والنسب لما كانا سبب الابطاء والاسراع، حسن أن يضاف ذلك إليهما على طريق المجاز والاتساع (1).
318 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: " رحم الله حميرا أفواههم (2) سلام، وأيديهم طعام، أهل أمن وإيمان "، وهذا القول مجاز. والمراد المبالغة في صفتهم بإفشاء السلام، وإطعام