وإني على حبيهمو وتطلعي إلى نصرهم أمشى الضراء (1) وأختل (2) وقد يجوز أن يكون المراد، وأن يختل أهل الدنيا بالدين، فحذف المضاف، وأقام المضاف إليه مقامه على مثال قوله سبحانه:
" واسئل القرية " وهذا النوع في الكلام لا يحصى كثرة (2).
151 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام في كلام طويل " ولا تكلم اليوم بكلام تعتذر منه غدا واخزن لسانك " وهذه استعارة، والمراد بخزن اللسان حفظ فلتأته، وكف جمحاته حتى لا يسرع إلى ما تسوء مغبته، ولا تؤمن عاقبته، فأقام عليه الصلاة والسلام ضبط اللسان عن ذلك مقام الخزن له، فأجراه مجرى المال الذي يحفظ فلا ينفق في الوجوه المفسدة، والمخارج المضرة ولا يكون إنفاقه إلا فيما جر منفعة، أو دفع مضرة (4).