المجازات النبوية - الشريف الرضي - الصفحة ٢١٦
176 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام في الكلام الذي تكلم به يوم الغدير (1): " وأسألكم عن ثقلي (2) كيف خلفتموني فيهما، فقيل له: وما الثقلان يا رسول الله فقال: الأكبر منهما كتاب الله سبب (3)، طرف منه بيد الله، وطرف بأيديكم ". هذه رواية زيد بن أرقم. وفى رواية أبي سعيد الخدري: " حبل ممدود من السماء إلى الأرض، والأصغر منهما عترتي أهل بيتي، إنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض ". وفى رواية أخرى: " حبلان ممدودان من السماء إلى الأرض "، فإن الكلام يعود على الثقلين.
وهذه استعارة، لأنه عليه الصلاة والسلام شبه كتاب الله بالحبل الممدود بين الله وبين خلقه، يعصم منهم من اعتصم به، ويستنقذ من المهاوي والمعاطب من اعتلق بطرفه، وليس هناك يد على الحقيقة تعصم المتعلق بها، وتستشيل (4) المتورط، وإنما ذلك على التمثيل

(١) يوم الغدير: يوم خطب فيه النبي صلى الله عليه وسلم خطبة ذكر فيها فضل آله بيته ومنهم الامام علي كرم الله وجهه.
(٢) ثقلي: تثنية ثقل: بفتح الثاء والقاف وهو الشئ النفيس. والثقلان اللذين سيسأل النبي صلى الله عليه وسلم الناس عنها، هما: القرآن وآل بيته وعترته وقد ورد في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم " إني تارك فيكم ثقلين كتاب الله وعترتي ".
(3) سبب: حبل (4) أي ترفعه إلى أعلى من ورطته، والورطة: الأرض المنخفضة والبئر، والهلكة، والمتورط: الواقع في الورطة.
(٢١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 ... » »»
الفهرست